نيران قلبي الروايه كامله

موقع أيام نيوز

انت مصېبة يابنتي... ثم تذكرت شيئا 

هو مفيش شغل النهارده ولا إيه... الساعة تمانية وحضرتك لسة بلبس الرياضة ولا شكلك ناوية تروحي تكملي تدريبك مع اسم الله عليه الحليوة اسمه ايه 

تناست العالم حولها عندما تذكرت نفسها وهي داخل احضانه... أغمضت عيناها كأنها تستنشق رائحته التى ملئت رئتيها بعبقه 

طرقت أسما أصابعها أمام وجهها 

الجميل راح مني فين!! 

اعتدلت واقفة هاربة من نظرات أسما التفحصية 

أنا يادوب أمشي وزي ماحضرتك لسة قايلة عندي شغل... مش عايزة أتأخر 

وقفت معها متجهة للخارج بعد دفع الحساب... 

بقولك ياسوسو مايبقى تعدي عليا في الشركة ونخرج زي زمان... 

قطبت جبينها 

امتى انت عارفة بخلص شغلي على اربعة وأنت بتخلصي امتى 

والله ياحبيبتي على المواعيد بتاعة الباشمهندس سليم تلاتة... بس لو حضرة البشكاتب هيستمر في

الشركة تقدري تقولي ممكن اتناشر بالليل 

جحظت أعين أسما وأردفت 

بتهزري... ثم ربتت على ذراعها 

مټخافيش أنا أعرف أنه بيخرج كتير برة القاهرة لقواضي سمعته مرة بيتكلم مع نوح 

أومات برأسها متفهمة 

ولو مخرجش ميهمنيش أنا قولت للباشمهندس سليم إمبارح شغلى معه 

أستقلت سيارة الأجرة التي أوقفتها 

على تليفون ونكمل كلامنا بعدين سلام 

أشارت لها أسما وتحركت مغادرة للمزرعة التي تبعد عدة أمتار 

في فيلا جلال البنداري على مائدة الافطار 

نظر الجد ليونس وتحدث 

ماقولتليش تعمل خطوبتك إمتى على سارة يادكتور 

قبضة قوية اعتصرت قلبه عندما تحدث الجد مرة آخرى... ورغم ذلك وزع نظراته لوالدته التي تحثه على القبول وبين جده الذي ينظر له بترقب ووالده الذي يستهين بالأمر 

الأيام دي مشغول أوي عندي حجز كتير في العيادة وكمان محاضرات في الجامعة 

وقت ماأفضى هعرف حضرتك... قالها ثم ڼصب عوده يلملم أشيائه الخاصة مردتيا نظارته الطبية... وتحرك مغادرا 

بعد مغادرته نظرت فريال له حتى اختفى.. ثم توجهت للجد 

يونس مستحيل يكسر كلمتك ياعمى وزي ماحضرتك شوفت اهو قالك يفضى بس من زحمة شغله 

أومأ براسه وهو يناظر ابنه الذي منشغل بهاتفه 

ايه اخبار شغلك ياجلال 

زفر جلال پغضب 

البورصة يوم عن يوم بتنزل وأسهمنا بقت في الأرض... معرفش أسعد دايما أسهمه بتطلع وأنا وولادي لا 

اتجه عدي الذي نزل للتو... جود مورننيج على الجميع 

ابتسمت والدته بهدوء 

طبعا عدي طول الليل سهران للمذاكرة علشان كدا لسة صاحي 

نظر جلال لابنه پغضب 

مين دا اللي سهران يذاكر ياهانم ابنك راجع البيت وش الفجر... لا وكمان مش همه حد... ياريته يخلص كليته اللي بقاله سبع سنين فيها لما خلص على فلوسي 

ضغطت فريال على يديه وابتسمت بخبث أمام والده 

هو كلمني وقال بيذاكر مع واحد صاحبه 

نظر الجد له شرزا وتحدث پغضب 

معرفش مفيش حد فيكم نجيب ليه... ولاد زينب حرمتهم من اللقمة وشوفوا هما فين وانتوا فين واحد وكيل نيابة والتاني دكتوراة في الهندسة حتى بنت الشوارع اللي بيربوها دخلت هندسة كمان... ثم اكمل مستطردا 

وانتوا الفلوس كلها تحت رجليكم وياريت حد فيكم نجب غير يونس..ولولا زينب اللي كانت بتواليه مع راكان كان زمانه فاشل... وياريته دلوقتي فالح طالع مزاجاني معرفش لمين... قولت أهو واخد الشطارة من ابن زينب وحرمت ابن زينب من الهندسة ودخلت يونس طب قولت علشان يدوس عليه بتعليمه... اتضحلي ان التاني اللي بيدوس على الكل... قالها پغضب ثم وقف متجها للخارج 

هاتلي شنطة هدومي ياجلال روح اقعد عند اسعد يمكن حالكم ينصلح انت وخالد 

توقفت فريال تسائله بغموض

حضرتك قصدك على مين بنت شوارع ياعمي... رمقها بسخرية ثم تحرك متجها لفيلا أسعد

في فيلا أسعد البنداري بغرفة راكان 

استيقظ وعلامات الڠضب ترتسم على ملامح وجهه منذ الأمس...كلما تذكر حديثها وتصديها له وهو يجن

أمسك هاتفه وقام الاتصال بصديقه 

أيوة ياعزيز عندي قضية بكرة في إسكندرية محتاجك تروح مكاني... فيه مشكلة في الشغل ولازم أكون موجود 

أجابه على الطرف الاخر 

تمام ياحضرة المستشار 

بعد قليل اتجه للأسفل لتناول افطاره مع عائلته 

قام بتقبيل رأس والدته ككل صباح ثم اتجه لوالده 

صباح الخير يابابا 

رد تحيته بحنان أبوي 

صباح الخير ياحبيبي.. إيه شكلك منمتش باين على وشك الإرهاق 

نظر حوله وتجاهل أسئلة والده وتسائل 

فين سليم وسيلين مش باينين ليه 

سليم راح الشركة ياحبيبي... وسلين فوق بتجهز لكليتها 

أومأ برأسه وهو ينظر إلى طعامه... 

حمحمت زينب وهي تمسد على رأسه 

جدك جاي يقعد عندنا كام يوم ياراكان علشان خاطري ياحبيبي استحمله لو بتعزني زي مابتقول... قالتها زينب بتعاطف 

امسك يديها وقبلها 

ماما علشان خاطرك إهد الدنيا... حاضر طول ماهو بعيد عنك أنا كمان مش هتكلم... إنت عارفة خلافي معه على ايه... أنا مش بكرهه ابدا والله... دا مهما كان جدي وعارف ومتأكد أنه بيحبني كمان بس التعبير في الحب عنده مختلف.. هومفكر الحب جبروت وعايز يتملك في الكل 

زفر وأكمل 

وتملكه وجبروته بيخليه يعمل حاجات عقله بيصورله إنه صح 

صدقت والله يابن أسعد... فعلا جدك بيحبك بس مابيعرفش يعبر عن حبه له 

قوس فمه وأجاب والده 

يعني تركت كل كلامي وممسكتش غير في الكلمتين دول يابابا ثم وقف عندما استمع صوت توفيق 

اتجه متحركا للخارج فقابله وقف أمامه وهو يرتدي نظارته الشمسية ناظرا إليه 

أهلا ياتوفيق باشا البيت نور طبعا بوجودك... وأكيد كلنا فرحانين بوجودك وسطينا.. ثم دنى منه 

يارب حضرتك اللي تتبسط مننا 

أومأ الجد برأسه له 

عارف يابن ثم سكت متجها بنظره لزينب وأكمل ياراكان يابن أسعد 

ناظره راكان بنظراته الصقرية عله يكتشف بما يفكر به ولكنه لم يصل لشئ ثم اتجه متحركا للخارج طالعه الجد 

دا اللي سمعته جد... إنك هتواظب في الشركة وتنسى شغل القواضي 

توقف لدى باب الفيلا وأستدار ينظر إليه من تحت نظراته 

مش بالضبط... أنا بواصل هنا وهنا...دي شطارة ياتوفيق باشا...واكيد حضرتك عارف الشغل من زمان سايبه كله لسليم وهو كتر خيره مااشتكاش... جه الوقت اللي أساعده علشان يرتاح 

رمقه الجد وأردف 

عارف إنك شاطر ياحفيدي.. ولكن قبل دا كله لازم تتجوزوا ونفرح بيكم مش كدا ياحضرة المستشار 

تحرك راكان للخارج وتحدث 

لسة لما اقابل بنت الحلال اللي تقدر تسعدني... قاطعه الجد 

وبنت الحلال دي قولتلك عليها... استدار وهو يرمقه شرزا 

بنت الحلال اللي تعجب راكان ياتوفيق باشا... قالها ثم تحرك مغادرا 

زفر الجد پغضب ونظر لأسعد 

ابنك من إمتى هيحترم الكبار ياأسعد 

وقفت زينب وتحدثت 

هعملكم قهوتكم 

صاح الجد پغضب 

استني عندك... روحي ربي ولادك الأول وبعد كده اعرفي شوفي القهوة.. ولا علشان الولد مش ابنك بتعلميه يبقى قليل الأدب وميحترمش حد... قاطعه اسعد بهدوء

بابا لو سمحت مينفعش كدا... هي قصرت في إيه كل شوية تغلط فيها ليه... ليه مش عايز تتغير... ومن إمتى زينب قصرت في تربيته.. راكان زيه زي سليم 

انت بتعلي صوتك على أبوك ياأسعد أقوم أرجع عند خالد ولا جلال ولا اروح لسميحة

في الشركة وصل إلى جراج السيارات 

ودلف إلى المصعد الخاص بملاك الشركة أسرعت بعدما تركها المصعد الآخر 

دلفت سريعا ولم يخطر بذهنها أنه موجود به... حاولت أن تتنفس بهدوء بسبب سرعتها ولكن انتعشت تنفسها برائحته التى مازالت عالقة برئتيها 

استدارت سريعا تنظر للذي خلفها يطالعها بنظراته ماكرة 

اهلا بحضرة الباشمهندسة النشيطة المتأخرة على عملها نص ساعة كاملة 

شعرت بأنفاسه ټضرب وجنتيها وهو يتحدث... رعشة لذيذة أصابت جسدها ولم تقو على الحديث كأنها لم تعرف الحروف 

حاولت التفوة ولكن الصمت سيد موقفها 

اقترب منها ونظر لداخل عيناها لأول مرة 

تذكر أنه رأى تلك العيون التي تشبه عيون الغزال بل سواد الليل.. قبل مقابلته لها بالنيابة

تم نسخ الرابط