رواية جسار وشمس

موقع أيام نيوز

فابتعدت عنه سريعا كأن عقرب هاجمها تعجب جسار لفعلتها لكنه أرجأ الأمر لحالتها النفسية وتمتم بحنان شمسي عندي ليكي مفاجأة هتخليكي تقومي ترقصي من الفرحة..
رمقته بجمود كأن ما عاد شيء يفرحها حتي واصل 
أنا خلاص عرفت مين أهلي ياشمس..
انتبهت له بعين محدقة بريبة ليستطرد أنا وانتي طلع دمنا واحد كان مكتوب نتقابل ونحب بعض عشان بسببك انتي أوصل لجذوري واعرفها.. أيوة ياشمسالفضل بعد ربنا اني اعرف اهلي هو انتي ياحبيبتي..صحيح فقدنا ابننا بس ربنا عوضني بعيلتي الحقيقية.. 
عيناه تدور على تقاسيم وجهه بحيرة..فرحته وحماس حروفه ينسف ظنها المخيف بقوة!
_ أنا ابن عمك ياشمسي أبن أمين.
اتسعت عيناها حد الجحوظ المرعب ونهضت من فراشها
وكاد الوهن والضعف يسقطها أرضا ليتلقفها جسار بين ذراعيه ويحول دون سقوطها وشمس تتكئ عليه تحتضن وجهه بين راحتيها هامسة بخفوت مذهول أبن عمي
يعني انت مش... 
_ مش ايه ياحبيبتي

ظلت تعانقه وتبكي الآن فقط عادت لها الحياة.. كل شيء يمكن تعويضه إلا ما كانت تظنه وتخافه.. 
_________
_ شوفتي القدر يا شمس روحي عرفت اخويا من غير ما افهم ليه منجذبة له.. كنت دايما اقولك مش عارفة اسمي مشاعري ناحية جسار ايه.. دلوقت بس فهمتها.. 
هتفت بها سارة بشرود لتربت على كتفها الأخيرة 
فعلا..أنتي بالذات يا سارة قلبك كان دليلك..
_ وانتي مفيش مرة حسيتي إن دمك حن لجسار
غامت بعيناها مستعيدة لقطات خاطفة من عمر تعارفهما لتقول حسيتها أول مرة لما قرب مني وبصلي ارتجفت بس حاولت اخبي.. ومرة تانية لما شوفته في مكتبه حزين حسيت بخنقة غريبة مافهمتش سببها.. ولما جه اشتغل معانا فرحت جوايا ولقيتني بعامله بود استغربته فيا وكنت فاكرة اني هكون فظة معاه بس مقدرتش في حاجة كانت بتشدني لجسار بس داريتها عشانك لما افتكرتك بتحبيه بس اما اتجوزنا اتملكت مني اكتر وحسيت انه حتة ولما حكيت لأمي اني متعلقة اوي به قالتلي لأنه حنين..بس هو كمان كان عنده نفس الشعور. 
_ سبحان الله فعلا دمنا حن لبعضه. 
_ فعلا ادعيلي يا سارة أقدر اعوضه اللي فات واحققله حلمه بعزوة من صلبه. 
_ يارب يعوضكم اللي راح حبيبتي. 
عصفت عيناها بحزن كلام الدكتور بيقول انه هيبقي صعب.. 
_ بس ربنا لا يصعب عليه شيء.. 
أومأت لها ونعم بالله يا سارة.. 
_ طب هو فين أخويا 
_ عمي أمين اخده عنده في الأوضة بتاعته فوق..خلينا نستناهم.. أكيد عمي لسه مش مصدق انه رجعله وعايز يشبع منه..ولعلمك ممكن بابا يصمم تعيشوا معاه في الفيلا. خصوصا لما اتجوز أنا و البيت هيفضى. 
أقرت برأيها زي ما جسار يقرر ولو اني حبيت بيتي اوي. 
_ عادي يا شمس بيتك هيفضل موجود برضو وتبقي بين هنا وهناك. 
تنهدت الأخيرة ربنا ييسر الخير يا سارة خلي كل حاجة لوقتها.
وافقتها الأخرى وقلبها لا يزال يحتفل بظهور شقيق لها
كم كانت تحبه دون أن تعلم.
__________
يتبع
الفصل السابع عشر
طغيان الشوق اكتسح روحه وهو يتتبع أبيه حيث غرفته سيل المفاجأت والخبايا لا يزال يهطل من سماءه منحة بعد منحة يتلقاها جسار وداخله يذوب حمدا لله من فرط كرمه بعد أن كاد اليأس ېمزق خافقه ولأنه عاش عمرا لا يدري شيئا عن والدته صار بتسأل مثل طفل لحوح فضولي
كلمني عن ماما يا بابا.
كانت بتحب ايه 
پتكره ايه
ملامحها تشبهني
أكيد كانت جميلة صح
ليها معاك صور
أسئلة انسابت من شفتيه وهو يجالس والده فرمقه أمين بحنان طاغي وتركه في موضعه متوجها لزاوية ما بغرفته ومن إحدي الأرفف الموصودة بخزانته جلب له ألبوم صور قديم يحتفظ بين صفحاته بذكراياته القصيرة مع زوجته الراحلة ريحانة.
 والده..هنا تأكل.
كلما تصفح الصور كلما ازدادت دموعه ليجرفها أمين له بحنان وهو يغمغم كانت ملاك من كتر طيبتها..كل الصفات الحلوة كانت في أمك ريحانة كانت زي أسمها..عبيرها بيتخلل جواك من غير ماتحس.
_ خسارة مش واخد من ملامح أمي حاجة.
قالها جسار بحسرة حقيقية ليهتف والده أنت واخد شعرها وشكل الحاجب.. ووارث منها حساسيتك للألبان..
ثم ملس علي شعره وقالتعرف أنا عندي ليك حاجة هتفرحك جدا يا حبيبي.. هدية من أمك ريحانة ويمكن تكون بشړة خير للي جاي.
راقبه جسار وجذوة لهفته لا تنطفيء و والده يتركه
تم نسخ الرابط